حكم واقوال الصحابي أبي الدرداء
أبو الدرداء الانصاري رضي اللله عنه هو عويمر بن مالك الأنصاري الخزرجي, صحابي من الأنصار يلقب بحكيم الأمة, أسلم يوم بدر, كان تاجرا في المدينة المنورة وهو أحد الصحابة لذين جمعوا القرآن على عهد النبي. ولاه معاوية بن أبي سفيان قضاء دمشق بأمر من عمر بن الخطاب. توفي في محافظة الإسكندرية بمصر قبل مقتل عثمان - رضي الله عنه سنة 32 ه وهو ابن 72 عام.
أسلم في غزوة بدر, وقيل إنه آخر من أسلم من الأنصار. ومما يروى في قصة إسلامه, أنه كان عنده صنم في داره, وذات يوم دخل عليه عبد الله بن رواحة ومحمد بن مسلمة, فشاهدا الصنم فكسراه إلى قطع صغيرة, فبدأ أبو الدرداء يجمع القطع المتناثرة من أحجار الصنم, وهو يقول للصنم: ويحك! هلا امتنعت ألا دافعت عن نفسك? فقالت زوجته أم الدرداء: لو كان ينفع أو يدفع عن أحد لدفع عن نفسه ونفعها.
فقال أبو الدرداء أعدي لي ماء في المغتسل, ثم قام فاغتسل, ولبس حلته, ثم ذهب إلى النبي, فنظر إليه ابن رواحة مقبلا, فقال: يا رسول الله, هذا أبو الدرداء, وما أراه إلا جاء في طلبنا. فأخبره رسول الله أن أبا الدرداء إنما جاء ليسلم, وأن الله وعد رسوله بأن يسلم أبو الدرداء, وبالفعل أعلن أبو الدرداء إسلامه, فكان من خيرة الصحابة الكرام - رضوان الله عليهم.
وكان من الصحابة العابدين الزاهدين, وقد زاره أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في بيته فلم ير فيه غير فراش من جلد, وكساء رقيق لا يحميه من البرد, فقال له: رحمك الله, ألم أوسع عليك? فقال له أبو الدرداء: أتذكر حديثا حدثناه رسول الله? قال عمر: أي حديث? قال: (ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب) الترمذي. قال: نعم, قال أبو الدرداء: فماذا فعلنا بعده يا عمر? حرص أبو الدرداء على العلم, وكان حرصه على العمل بما يعلم أقوى وأشد, وكان ملازما للنبي حتى قال عنه الصحابة: أتبعنا للعلم والعمل أبو الدرداء.