بمقعد أثري عتيق; يحتضن الأرض بحديقة مفرحة زاهية الطقوس, يتجمهر أطفال الشرق والغرب.
بجنة مكانية تطير بلا أجنحة, يلهوون في محبة وسلام, تندفع طاقاتهم الطفولية في انسجام ووئام, وتتلامس أيديهم في حرية, وتضع ألسنتهم بصمتها في القلوب.
بتلك اللحظة البيضاء; طارت روحي برفقة عينى الى ذلك المقعد المميز الذى بات كعبة مشعة بالخير تغزو الأرجاء.
بمقعد الحديقة, وجدتهما يجلسان في صمت يعلوه الوجوم.
طفلان ينظران للغد في ترقب, وينظر اليهما الغد في تجاهل.
ما ان تدنو من جلستهم المؤسفة إلا وتشم رائحة الفقر, وما ان تنصت لصحراء قولهم إلا و تلاحقك أبواق الألم, ويحاصرك الإيزاء في اصرار عنيد يطرز من المأساة ثوبا محال أن يرتديه طفل!