أبو زكريا يحيى بن شرف الحزامي النووي الشافعي (631 ه -1233 م / 676 ه -1277 م) المشهور باسم "النووي" هو محدث وفقيه ولغوي مسلم, وأحد أبرز فقهاء الشافعية, اشتهر بكتبه وتصانيفه العديدة في الفقه والحديث واللغة والتراجم, كرياض الصالحين والأربعين النووية ومنهاج الطالبين والروضة , ويوصف بأنه محرر المذهب الشافعي ومهذبه, ومنقحه ومرتبه, حيث استقر العمل بين فقهاء الشافعية على ما يرجحه النووي. ويلقب النووي بشيخ الشافعية, فإذا أطلق لفظ "الشيخين" عند الشافعية أريد بهما النووي وأبو القاسم الرافعي القزويني
الأربعون النووية هي مؤلف يحتوي على أربعين حديثا نبويا شريفا, جمعها: الإمام النووي الذي التزم في جمعها أن تكون صحيحة, وعلل النووي سبب جمعه للأربعين فقال:
"من العلماء من جمع الأربعين في أصول الدين, وبعضهم في الفروع وبعضهم في الجهاد, وبعضهم في الزهد وبعضهم في الخطب, وكلها مقاصد صالحة, رضي الله عن قاصديها. وقد رايت جمع أربعين أهم من هذا كله, وهي اربعون حديثا مشتملة على جميع ذلك, وكل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين, وقد وصفه العلماء بأنه مدار الإسلام عليه, أو يصف الإسلام أو ثلثه أو نحو ذلك. "
ثم ألتزم في هذه الأربعين أن تكون صحيحة, وحذف أسانيدها ليسهل حفظها, ثم أتبعها بباب في ضبط خفي ألفاظها. فرغ المؤلف من تأليفها ليلة الخميس 29 جمادى الأول سنة 668 ه.
وقال النووي في مقدمة كتابه عن هذا الحديث ومدى اعتماده عليه في جمع الأربعين النووية "وقد اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال, ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث, بل على قوله -صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث الصحيحة: "ليبلغ الشاهد منكم الغائب" وقوله "نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها, فأداها كما سمعها" وقد علق الأستاذ ماهر الهندي على قول النووي, بأن الأعتماد على الأحاديث الصحيحة في فضائل الأعمال هو قول الجمهور وليس متفقا عليه.